يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (٣٨) إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً
____________________________________
وقالوا : إن السفر بعيد ، فلا طاقة لنا به ، والعدو الروم فلا قبل لنا بهم ، إلى غير ذلك من الأعذار الواهية.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ) : أيّ نفع وفائدة تعود إليكم في التخلّف والعصيان؟ (إِذا قِيلَ لَكُمُ) قال لكم الرسول : (انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) اخرجوا إلى مجاهدة المشركين في «تبوك» وهي من بلاد البلقاء (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) «اثاقل» من تثاقل ، من باب «التفاعل» أبدلت تاؤه ثاء ، على القاعدة المشهورة في تاء «التفاعل» و «التفعّل» ثم جيء بالهمزة لاستحالة الابتداء بالساكن. أي : ملتم إلى البقاء في الأرض ، وعدم الخروج ، كأن الجسم قد ثقل أزيد من وزنه العادي فكلما رفع جذبه ثقله نحو الأرض (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ) الاستفهام إنكاري ، و «من» بمعنى البدل ، أي : هل رضيتم أيها المسلمون وآثرتم الحياة الفانية القريبة بدل الحياة الباقية الآخرة (فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ) بالنسبة إليها (إِلَّا قَلِيلٌ) فإن الدنيا قليلة ، والآخرة كثيرة ، فلا ترجّحوا القليل على الكثير ، وإذا تركتم الجهاد فاتتكم تلك المنافع الدائمة الخالدة.
[٣٩] (إِلَّا تَنْفِرُوا) أي : إن لا تخرجوا إلى القتال الذي دعاكم إليه الرسول (يُعَذِّبْكُمْ) الله (عَذاباً أَلِيماً) مؤلما موجعا في الدنيا من قبل الكفار ،