مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٢٨) قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ
____________________________________
مِنْ فَضْلِهِ) وقد وفى سبحانه بما وعد ، فقد أسلم أهل اليمن وحملوا إليهم الميرة والطعام عوض المشركين ، كما أسلم أهل الآفاق وحجوا وأغنوا أهل مكة أكثر من إغناء المشركين. أما هذه الأيام فإن آبار الذهب الأسود قد أوصلت مستواهم الاقتصادي إلى علوّ مدهش (إِنْ شاءَ) للدلالة على أن الأمور بيده سبحانه ، ولسوقهم إلى رجائه والسؤال منه والخضوع والضراعة إليه.
(إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ) بالمصالح ، فإن منعه عن حج المشركين إنما هو عن علم (حَكِيمٌ) يضع الأمور في مواضعها ويأمر بها حسب المصالح الكامنة ، وإن لم يعرف الناس تلك المصالح فورا.
[٢٩] (قاتِلُوا) أيها المسلمون (الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) إيمانا صحيحا ، وإن آمنوا به إيمان شرك ونحوه (وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) إيمانا صحيحا ، وإن آمنوا به إيمانا منحرفا ، كأهل الكتاب الذين قالوا : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) (١) ، (وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ) المراد بالرسول : إما الأعم ، فإنهم لا يحرّمون المحرمات التي أتى بها موسى وعيسى عليهماالسلام ، أو الأخص يعني محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ) أي لا يتخذونه دينا ، والمراد به الإسلام (مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ)
__________________
(١) البقرة : ٨١.