فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (١٢) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (١٣) ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ (١٤)
____________________________________
(فَاضْرِبُوا) أيها الملائكة (فَوْقَ الْأَعْناقِ) أي الرؤوس أو المذابح ، فإنهما فوق الأعناق ، أو هو كناية عن ضرب القفا للإذلال والإهانة (وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ) أي من الكفار (كُلَّ بَنانٍ) أي أصابع اليد والرجل ، أو المعنى : جزّوا أعناقهم واقطعوا أطرافهم.
[١٤] (ذلِكَ) التعذيب والضرب فوق الأعناق والبنان بسبب أنهم (شَاقُّوا اللهَ) أي خالفوا الله (وَرَسُولَهُ) فكأنهم في شق والله والرسول في شق آخر (وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ) ومن المعلوم أنه يكتفي بذكر الله وحده أو الرسول وحده ، ولكن ذلك لتعظيم الرسول حين يقرن باسم الله سبحانه ، وأنه الشخص المقابل لهم في المشاقة (فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) في الدنيا بعقوبة الكافرين على أيدي المسلمين ، وفي الآخرة بإخلادهم في النار.
[١٥] (ذلِكُمْ) «ذلك» إشارة إلى العذاب في الدنيا بالأسر والقتل ، و «كم» خطاب للكفار (فَذُوقُوهُ) أي ذوقوا هذا العذاب. و «الفاء» دخلت لإفادة الترتب على الكفر (وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ) علاوة على هذا العقاب العاجل (عَذابَ النَّارِ) في الآخرة. ولا يخفى أن «الذوق» يستعمل كثيرا في غير الذوق باللسان ، باعتبار إدراك الإنسان له كما يدرك باللسان المذوقات ، وهو يستعمل بالنسبة إلى الألم الروحي ، كما