وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ (١١) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ
____________________________________
قلوبكم ويقويها ، فإن النوم ونزول المطر قوّيا قلوبهم حيث أزالا المخاوف والوساوس والأتعاب (وَيُثَبِّتَ بِهِ) أي بالمطر (الْأَقْدامَ) أي أقدامكم في الحرب بتلبد الرمل ، أو المراد تقوية القلب فإنه يكنى بذلك عنه ، أو المراد ذهاب الحالات الخمسة بالأمرين ؛ فالنوم للدعة ، والمطر لتطهير البدن عن نجاسة المني ، والاغتسال لذهاب رجس الشيطان ، وتقوية القلب عن وسوسته ، وتثبيت الأقدام بتلبد الرمل.
[١٣] واذكروا أيها المسلمون (إِذْ يُوحِي) وهم وإن لم يروا ذلك ولم يسمعوه بآذانهم إلّا أنهم علموه (رَبُّكَ) يا رسول الله (إِلَى الْمَلائِكَةِ) المنزلين في وقعة بدر (أَنِّي مَعَكُمْ) وهذا لتقوية قلوب المسلمين ، وإلا فمن المعلوم أن الملائكة لا تفعل شيئا إلّا بأمر الله سبحانه (فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا) بتقوية قلوبهم ودحر الشياطين عنهم ، فإن في القلب لمّتان : لمّة من الملائكة ولمة من الشيطان ، فالنوايا الحسنة وما أشبه من الملائكة ، والنوايا السيئة وما أشبه من الشياطين.
(سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ) أي الخوف من المؤمنين ، وقد كان ذلك ، فقد سلّط الله على الكفار رعبا عظيما ، حتى أن أبا لهب قال لأبي سفيان ـ بعد الواقعة ـ : كيف كان أمر الناس؟ قال : لا شيء والله إلّا أن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا ويأسرونا كيف شاءوا ، وأيم الله مع ذلك مالت الناس ، رأينا رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض ما تليق شيئا ولا يقوم لها شيء