يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ
____________________________________
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أشيروا عليّ. فقام عمر فقال مثل مقالة أبي بكر ، فقال : اجلس ، ثم قام المقداد فقال : يا رسول الله إنها قريش وخيلاؤها ، وقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله ولو أمرتنا أن نخوض جو الفضاء وشوك الهراس لخضنا معك ولا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى : «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون» ولكنا نقول : «اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون» ولكنا نقول : «اذهب أنت وربك إنا معكما مقاتلون». فجزاه النبي خيرا ثم جلس ثم قال : أشيروا عليّ. فقام سعد بن معاذ فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله كأنك أردتنا؟ قال : نعم قال : فلعلك خرجت على أمر قد أمرت بغيره. قال : نعم. قال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به حق من عند الله ، فمر بنا بما شئت وخذ من أموالنا ما شئت.
ثم قال : والله لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضناه معك. إلى أن قال : ولكن نعد لك الرواحل ونلقي عدونا فإنا صبّر عند اللقاء أنجاد في الحرب ، وإنا لنرجوا أن يقرّ الله عينيك بنا. فقال رسول الله : كأني بمصرع فلان هاهنا وبمصرع فلان هاهنا وبمصرع أبي جهل وعتبة وشيبة فإن الله وعدني إحدى الطائفتين ولن يخلف الله الميعاد (١) ، فنزلت الآية : (كَما أَخْرَجَكَ) فأمر بالرحيل حتى نزل ماء بدر وأقبلت قريش.
[٧] (يُجادِلُونَكَ) يا رسول الله بعض المؤمنين فيما دعوتهم إليه من محاربة قريش (فِي الْحَقِ) فإن الحرب واجب وحق (بَعْدَ ما تَبَيَّنَ) أنه حق ،
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٩ ص ٢٤٧.