الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (٥)
____________________________________
الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) للخروج.
وقصة بدر في الجملة هي إن الكفار في مكة لما شرّدوا قسما من المسلمين إلى الحبشة ، وطاردوا الرسول وأصحابه ، حتى اضطروا للهجرة تحت جنح الظلام ، أخذوا بعد ذلك يؤذون المسلمين الباقين في مكة ، ويشيعون حول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه مختلف الإشاعات ، فأراد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يضع حدا لهذه التعديات التي لا مبرر لها إلّا الحقد والحسد. وأخيرا عزم على قطع طريق تجارتهم التي تسير بين مكة والشام ، ليتأدبوا ويأخذوا بذلك حذرهم.
فخرجت عير لقريش إلى الشام فيها كثرة وافرة من أموالهم ، فأمر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أصحابه بالخروج ليأخذوها ، وأخبرهم أن الله قد وعده إحدى الطائفتين ؛ غنيمة العير ، أو مطاردة قريش ومحاربتها وتبديدها ، فخرج هو صلىاللهعليهوآلهوسلم في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، فلما قارب «بدر» وهي بئر هناك أبلغ أبا سفيان ذلك ، وكان في العير فخاف خوفا شديدا ، وبعث إلى قريش فأخبرهم بذلك وطلب منهم الخروج والدفاع عن العير وأمر بالعير فأخذ بها نحو ساحل البحر ، وتركوا الطريق ومروا مسرعين ، ونزل جبرئيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبر أن العير قد أفلتت وأن قريشا قد أقبلت لتمنع عن عيرها وأمره بالقتال ، ووعده النصر ، فأخبر به رسول الله أصحابه فجزعوا من ذلك وخافوا خوفا شديدا إذ لم يتهيئوا للحرب ، فقال رسول الله : أشيروا عليّ. فقام أبو بكر فقال : يا رسول الله إنها قريش وخيلاؤها ما آمنت منذ كفرت ولا ذلت منذ عزّت ولم نخرج على هيئة الحرب. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اجلس فجلس.