كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٦) وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ
____________________________________
فإنهم كانوا يقولون : هلّا أخبرتنا لنعد عدتنا للحرب ، وهم يعلمون أنك لا تأمرهم إلّا بأمر الله سبحانه كما قال سبحانه : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) (١).
(كَأَنَّما) هؤلاء المجادلين (يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ) فيظنون أن سوقهم إلى الحرب موجب لهلاكهم حيث لم يعدوا لها العدة (وَهُمْ يَنْظُرُونَ) أي ينظرون إلى الموت عيانا ويرونه بأبصارهم ، فكيف يكون حال مثل هذا الإنسان ، كذلك حال هؤلاء المجادلين.
[٨] (وَ) اذكروا أيها المسلمون (إِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ) على لسان رسوله (إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ) إما طائفة العير فتغنمونها ، وإما قريش فتقتلونهم وتتخلصون من بعض أعدائكم (وَتَوَدُّونَ) أي تحبون وترغبون (أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ) فإنهم كانوا يحبون أن يغنموا العير لئلّا يلاقوا مشقة الحرب ، والحال أن الحرب كانت لهم أكثر شوكة إذ تركز في العدو خوفهم وشوكتهم ، وكأن الشوكة مأخوذة من الشوك لأن في الحرب شوكا وليس الأمر سهلا ، فيكون تشبيها ، أو المراد بالشوكة : السلاح.
(وَيُرِيدُ اللهُ) حيث أمركم بالحرب (أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) أي
__________________
(١) النجم : ٤ و ٥.