وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (٣) أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٤) كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ
____________________________________
القلب ، كلما كرّر المطلب على الإنسان زادت الملكة قوة وثباتا (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) في أمرهم ، فيفوّضون أمورهم إليه ، في كل مرجو ومخوف.
[٤] (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ) بالإتيان بها مواظبين عليها ، والحث عليها بالنسبة إلى سائر الناس ، فإن الإقامة غير الإتيان (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) سواء الواجب من الإنفاق أو غيره.
[٥] (أُولئِكَ) المتصفون بهذه الصفات (هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) فهم الذين آمنوا بالله ورسوله ، وهم الذين شعرت قلوبهم الإيمان وامتثلت جوارحهم لتطبيقه (لَهُمْ دَرَجاتٌ) رفيعة (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فهم مكتوبون عنده أصحاب الدرجات الرفيعة ، وسينالونها في الآخرة (وَمَغْفِرَةٌ) لذنوبهم (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) فهم يرزقون بإكرام وإعظام لا بإهانة وإذلال.
[٦] إن الأنفال لله والرسول ، وإن كره المسلمون ذلك ، فإن في كونها لله والرسول حسن العاقبة والمصير ، كما إن إخراجك يا رسول الله لوقعة بدر كان بالحق ولعاقبة حسنة ، وإن كره المسلمون ذلك ، فإن الله وحده يعلم العواقب ، ويأمر بما هو خير (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ) يا رسول الله (مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِ) والمراد ب «البيت» هنا محل الإقامة ، وهي المدينة المنورة ، ومعنى «الإخراج» أمره بذلك (وَ) الحال (إِنَّ فَرِيقاً مِنَ