وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
____________________________________
[٥٣] إن أهل النار وقعوا فيها بعد البيان وإتمام الحجة ، فلم يكن هذا العذاب ظلم بالنسبة إليهم (وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ) وهو القرآن (فَصَّلْناهُ) تفصيلا فلم يكن مجملا لا يستفاد منه المطلب (عَلى عِلْمٍ) أي كنا عالمين بما أنزلنا ، فلم يكن الكتاب كتاب جاهل لا يدري المصالح والمفاسد ، ويحكم اعتباطا (هُدىً) أي جئنا به لأجل الهداية (وَرَحْمَةً) ولأجل الرحمة (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) وإنما اختص بهم لأن الفائدة تعود إليهم وحدهم ، وإن كان الكتاب للكل.
[٥٤] (هَلْ يَنْظُرُونَ) أي هل ينتظر هؤلاء الكفار الذين لم يؤمنوا بالكتاب (إِلَّا تَأْوِيلَهُ) أي مآل الكتاب ، بمعنى : المآل الذي أخبر به الكتاب ، من العذاب والعقاب النازل بالكفار. وهذا تهديد كما يقال للعاصي أمر المولى : «هل تنتظر عقابه؟» (يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ) وما حذّر منه (يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ) أي تركوه ، وفعلوا به فعل الناسي (مِنْ قَبْلُ) في الدنيا : (قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِ) وهناك يعترفون بما أنكروه في الدنيا ، حيث لا فائدة في الاعتراف (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا) حتى نتخلص من العقاب (أَوْ نُرَدُّ) إلى الدنيا (فَنَعْمَلَ) عملا صالحا (غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) سابقا من المعاصي والآثام؟ لكن ليس لهم شفيع