قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (١٤٨) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ (١٤٩) قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ
____________________________________
(قُلْ) يا رسول الله لهم ، ردّا على حجتهم (هَلْ عِنْدَكُمْ) أيها المشركون (مِنْ عِلْمٍ) بأن الله يريد شرككم وتحريمكم للمحللات (فَتُخْرِجُوهُ لَنا) وإذ ليس لكم دليل فكلامكم خال عن الحجة (إِنْ تَتَّبِعُونَ) أي ما تتبعون في أقوالكم وأعمالكم (إِلَّا الظَّنَ) فإنكم تظنون ما تقولونه لما اعتدتم عليه (وَإِنْ أَنْتُمْ) أي : ما أنتم (إِلَّا تَخْرُصُونَ) الخرص ، هو : التخمين.
[١٥٠] (قُلْ) يا رسول الله لهم : إنكم إذا عجزتم عن إقامة الدليل على عقيدتكم ومدّعاكم (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) التي بلّغتكم ، بأنه لا يريد الشرك ، ولم يحرّم المذكورات (فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) بالجبر والإكراه ، لكنه لا يشاء ذلك حتّى يجري الاختيار والاختبار.
[١٥١] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الذين حرموا الأمور المذكورة : (هَلُمَ) أي : أحضروا (شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللهَ حَرَّمَ هذا) الذي ذكرتم حرمته من أقسام الحيوان والزرع ، إنه طالبهم بالعلم فلم يكن عندهم ، ثم طالبهم بالشاهد ، لكنه لا شاهد عندهم ، ولكنهم قد يأتون بشهود زور (فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ) يا رسول الله (مَعَهُمْ) فإن شهادتهم باطلة.
وإن قيل : كيف دعاهم إلى الشهادة ، ثم لم يقبل شهادتهم؟