ساءَ ما يَحْكُمُونَ (١٣٦) وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ
____________________________________
انخرق من الذي للأصنام في الذي لله سدوه وقالوا : الله غني .. فرد عليهم سبحانه بقوله : (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) أي أن حكمهم بالتشريك أو عند الاختلاط ، والتزكية ، سيّئ ، فإن الله وإن كان غنيا ، لكن هذا العمل مخالف لجلال شأنه وعظيم كبريائه.
[١٣٨] (وَكَذلِكَ) أي كما جعل المشركون في الحرث والأنعام ما لا يجوز ، كذلك فعلوا بالنسبة إلى أولادهم ما لا يجوز (زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فاعل «زين» «شركاؤهم» أي أن الشياطين الذين اتخذهم المشركون شركاء لله زينوا لهم (قَتْلَ أَوْلادِهِمْ) مفعول «زين» (شُرَكاؤُهُمْ) فقد كان كثير من المشركين يعبدون الجن ، وهي توحي لهم بالأعمال السيئة. فقد كانوا يقتلون البنات خوفا من العار ، كما قال سبحانه : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ* .. أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) (١) ، وقال : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) (٢) ، وكانوا يقتلون البنين خوف الفقر ، كما قال سبحانه : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) (٣) ، (لِيُرْدُوهُمْ) من «أراده» بمعنى : «أهلكه» أي أنه كانت غاية الشياطين ـ الشركاء ـ الذين زينوا للمشركين قتل أولادهم ، إرادة إهلاك الأولاد بالقتل ، وإهلاك الآباء بالذنب (وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ) أي يخلطوا عليهم الحق بالباطل حتى
__________________
(١) النحل : ٥٩ و ٦٠.
(٢) التكوير : ٩ و ١٠.
(٣) الأنعام : ١٥٢.