وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩) لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (٧٠)
____________________________________
محل اسم «إن» حيث كان مبتدأ قبل دخول الناسخ (وَالنَّصارى) ليس اعتبارا بأسمائهم وصبغتهم العامة في النجاة والثواب ، بل (مَنْ آمَنَ) منهم (بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إيمانا حقيقيا من القلب ، لا يشوبه شرك ونحوه (وَعَمِلَ صالِحاً) أي عمل عملا صالحا (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) لا في الدنيا ولا في الآخرة ، أما في الآخرة فواضح ، وأما في الدنيا فلأن الخوف الحقيقي والحزن الواقعي هو الذي لا يرجى دفعه وتداركه ، بينما خوف هؤلاء وحزنهم ليس كذلك ، فإن خوف المؤمن ليس كخوف الكافر ، وكذلك بالنسبة إلى الحزن.
[٧١] إن اليهود لم يكن لهم إيمان صادق من يومهم الأول ، فكيف تأس عليهم يا رسول الله إن لم يؤمنوا بك؟! ف (لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) عهدهم الأكيد حول الإيمان بالله وأنبيائه واتباع أوامره (وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً) يهدونهم إلى الحق ، لكنهم نقضوا الميثاق وخالفوا الأوامر وتجرءوا على أبشع جريمة ف (كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ) ولا تميل إلى ما جاء به ، بأن لم يكن يوافق مرادهم (فَرِيقاً) من الرسل (ذَّبُوا) كالمسيح عليهالسلام ، حيث نسبوهم إلى الكذب وأنهم ليسوا من قبل الله سبحانه (وَفَرِيقاً) من الرسل (يَقْتُلُونَ) كزكريا عليهالسلام.