إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٣٦) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٧) وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ
____________________________________
رضاه سبحانه والوسيلة إليه (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) من المال والجاه (وَمِثْلَهُ مَعَهُ) بأن كان لهم ضعف ما في الأرض ، وهذا من باب المثل ، وإلا فالمراد كل شيء ، فإن اللفظ قد يأتي للكثرة لا للتحديد نحو : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً) (١) ، (لِيَفْتَدُوا بِهِ) بما في الأرض ومثله ، بمعنى : أن يجعلوه فداء لهم وبدلا (مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ) حتى ينجوا كما اعتادوا الفداء والخلاص في الدنيا (ما تُقُبِّلَ مِنْهُمْ) الفداء (وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) مؤلم موجع.
[٣٨] (يُرِيدُونَ) أي يريد الذين كفروا ويتمنون (أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) حيث أن عذابهم دائم لا انقطاع له ولا مدة (وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) دائم ثابت لا يزول.
[٣٩] وهنا يرجع السياق إلى بيان الحدود التي افتتحت بقصة ابني آدم (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) ذكر سبحانه كلّا على حدة حتى لا يظن أن
__________________
(١) التوبة : ٨٠.