إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (١٦٣)
____________________________________
«المقيمين» كأنه أراد بيان الانقطاع عما قبله وأنه في حكم الضمير في «سنؤتيهم» أي سنؤتي المقيمين .. سنؤتيهم أجرا عظيما ، كباب الاشتغال.
[١٦٤] ثم ذكر سبحانه أن مجادلات اليهود باطلة وأن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أوحي إليه كما أوحي من قبله إلى سائر الأنبياء ، وقولهم بإنزال الكتاب عليهم بحيث قد كثر في الأنبياء السابقين من أوحي إليه ، قال تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) يا رسول الله «الوحي» هو الإلقاء في القلب بواسطة ملك ، أو ابتداء بدون ملك في اليقظة أو المنام (كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) أي من بعد نوح عليهالسلام. ثم ذكر بعض الأنبياء بالاسم تعظيما وإن كانوا داخلين في عموم النبيين (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) وقدّم إسماعيل لأنه أرفع شأنا في الإيمان ، وإن كان الثاني أكبر سنا ـ كما هو المشهور ـ (وَيَعْقُوبَ) وهو حفيد إبراهيم ابن إسحاق جدّ اليهود ، كما أن إسماعيل جد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَالْأَسْباطِ) أي : الأنبياء المبعوثون من أولاد يعقوب ، ويسمّون الأسباط لأنهم أحفاد يعقوب كيوسف وغيره عليهمالسلام (وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ) ولم يذكر موسى عليهالسلام لأنه نزل عليه الكتاب من السماء الذي كان محل احتجاج اليهود ـ كما تقدم ـ (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) جمع «زبر» أي شيئا فشيئا ، ولم ننزل على هؤلاء الأنبياء كتابا