وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٥٨) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً (١٥٩) فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا
____________________________________
في علم الكلام أنه سبحانه لا محلّ له. ثم إن رفعه له إلى السماء يمكن أن يكون في بعض الكواكب فإنها ـ كما في الحديث ـ «مدن كمدنكم» (١) (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) ذا عزة وسلطة يتمكن مما أراد وأمر (حَكِيماً) يضع الأشياء مواضعها وتقديراته عن حكمة وبصيرة.
[١٦٠] (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) أي ما من أحد من أهل الكتاب من اليهود (إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ) أي بالمسيح عليهالسلام (قَبْلَ مَوْتِهِ) أي قبل موت المسيح عليهالسلام ينزل من السماء ويصلي خلف الإمام المهدي عليهالسلام فيؤمن به كل يهودي (٢). ومن المعلوم أن المراد بكل يهودي من كان في ذلك الوقت ، لا كل يهود العالم الذين ماتوا من قبل. وهذه العبارة عرفية فيقال : يعرف أهل البلد الفلاني جميعهم حتى إذا خرجت منها ، يريد بذلك : من كان منهم فيها ، لا كل من مات أو خرج قبل رحلته (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ) المسيح عليهالسلام (عَلَيْهِمْ) أي على اليهود (شَهِيداً) بأنه قد بلغ رسالات ربه ، وأنهم آذوه وطردوه ولم يقبلوا منه.
وهناك احتمال أن يعود الضمير «به» إلى محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو محل البعث مع الكفار ، وضمير «موته» إلى الكتابي ، أي كل كتابي يؤمن بالرسول قبل أن يموت حين الاحتضار حيث ينكشف له الواقع.
[١٦١] ولما ذكر سبحانه اليهود قال : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا) أي بسبب
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢ ص ٢١٩.
(٢) العمدة : ص ٤٣٨.