فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً (١٤٩) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١٥٠) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا
____________________________________
لا تجهروا بالقول السيئ بالنسبة إلى من ظلمكم (فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا) كثير العفو عن خلقه ممن أساء وظلم (قَدِيراً) على الانتقام منهم ، فما أجدر أن يتصف الخلق بصفة الخالق.
[١٥١] ولما ذكر سبحانه في الآيات السابقة حال المنافقين ، أتم الكلام في الآيات التالية حول حال الكافرين والمؤمنين ، فالناس ينقسمون أمام الدعوة الجديدة إلى مؤمن وكافر ومنافق بين أولئك (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ) وإن كان كفرا برسول واحد ، والكفر إما بالإنكار أو نحو ذلك (وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ) لعلّهم طائفة أخرى حيث أنهم يؤمنون بالله ويكفرون بالرسل ، فبهذه الصفة أنهم يفرقون بين الله بالإيمان وبين الرسل بالكفر (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) فإن هناك المنكر المطلق والذي لا ينكر الله ولكن ينكر الأنبياء جملة ، والذي يبعّض في الأنبياء (وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ) الحق الواقع (سَبِيلاً) طريقا لا الإنكار المطلق ولا الإذعان المطلق ، وإنما يفعلون ذلك لأغراض نفسية وتقاليد بالية.
[١٥٢] (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) أي حقيقة ، فلا يخرج إيمانهم ببعض عن كونهم كافرين ، كما قد ينطبق على البعض الذين لا يعرفون معيار الكفر والإيمان ، فإن الكفر هو إنكار أحد الأصول والإيمان هو الإقرار بها