لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (١٥٢) إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللهُ خَبِيرٌ
____________________________________
(لِيَبْتَلِيَكُمْ) أي يمتحنكم ويختبركم ، حتى يظهر ما أنتم عاملون (وَلَقَدْ عَفا) الله سبحانه (عَنْكُمْ) خطيئتكم بمخالفة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) ينصرهم على أعدائهم ويعفو عن ذنوبهم ، ومعنى الفضل : المن والنعمة ، فإنه يعطيهم فضلا أي فوق استحقاقهم.
[١٥٤] ولقد عفا عنكم (إِذْ تُصْعِدُونَ) أي تذهبون في وادي أحد للانهزام ، فإن الإصعاد الذهاب في الأرض (وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ) أي لا تلتفتون إلى أحد من ورائكم بل كل همكم السرعة في الفرار حتى لا يأتيكم الطلب (وَالرَّسُولُ) محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (يَدْعُوكُمْ) يناديكم (فِي أُخْراكُمْ) أي من ورائكم ، يقال : جاء فلان في آخر الناس أي من ورائهم (فَأَثابَكُمْ) أي جازاكم الله على فراركم (غَمًّا) متصلا (بِغَمٍ) غمّ الهزيمة وغمّ القتلى الذين قتلوا منكم ـ ويحتمل في اللفظين أمور ـ (لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ) من الخير (وَلا ما أَصابَكُمْ) من الضرر ، فإن الإنسان إذا وقع في الشدائد وجرّبها ومارسها تصلب نفسه وتقوى روحه فلا تتزحزح بمصيبة ولا تهتز بكارثة ، وهكذا كانت هزيمة أحد درسا وعبرة حتى يصغر في نفوس المسلمين كل ما يفوتهم من خيرات وكل ما يصيبهم من شرور وآلام (وَاللهُ خَبِيرٌ) ذو خبر واطلاع