وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨٣) لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٨٤)
____________________________________
مكتوم (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من إخفاء الشهادة وإبدائها (عَلِيمٌ) فلا تفعلوا ما يوجب عقابه وسخطه.
[٢٨٥] (لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) فما تعاطونه من الأملاك ليست لكم إلا مجازا وإنما هي ملك له سبحانه فاعملوا فيها حسب ما أمركم ولا تخالفوا أمر المالك الحقيقي (وَإِنْ تُبْدُوا) أي تظهروا (ما فِي أَنْفُسِكُمْ) بما تعلمونه ويخفى على غيركم (أَوْ تُخْفُوهُ) فتكتموه (يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) فإن جميع الأعمال والأقوال والأفكار تحت المحاسبة ، أو أن الإبداء والإخفاء لما في النفس محسوب عليهما ، وهذا العموم للتناسق مع إبداء الشهادة وكتمانها (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) حسب ما تقتضيه الحكمة البالغة فالغفران والشفاعة ليسا اعتباطا وإنما ينصبان على المحل القابل (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) من المغفرة والعقاب ولا يخفى أن العذاب على ما في النفس لا ينافي ما دل على عدم العقاب ، على العزم على المعصية لاختلاف المعاصي ، واختلاف أنواع العقاب فلا شبهة في أن من يعزم على المعاصي وإن لم يفعلها أبعد عن قرب الحلال ممن لا يعزم إطلاقا ، وهذا البعد هو نوع من العذاب أو يجمع بنحو ذلك.