أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٢١٦) يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ
____________________________________
بمعنى «قد» وما بعده فاعله (أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) والقتال من ذلك فإنه يوجب سيادتكم وسعادتكم (وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ) وترك القتال كذلك لما فيه من راحة الجسم وعدم اضطراب القلب لكنه شر لما فيه من زوال السيادة والعزة وتسلط الكفار والأجانب (وَاللهُ يَعْلَمُ) ما فيه خيركم وشركم (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
[٢١٨] بعث رسول الله بسرية فاتفق أن قاتلت في شهر رجب وهي تترد في أن اليوم الذي حاربت فيه من جمادى أو رجب ، وشهر رجب من الأشهر الحرم ، ولذا كثر صخب المشركين وإنه كيف يقاتل الرسول في شهر حرام وأتى وفدهم إلى المدينة يسألون الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عن ذلك فنزلت هذه الآية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) بدل شهر أي يسألونك يا رسول الله عن القتال في الشهر الحرام (قُلْ قِتالٌ فِيهِ) أي في الشهر الحرام (كَبِيرٌ) في نفسه لا يجوز (وَ) لكن ليس كبر ذنبه مثل عظم ذنب ما تفعلونه أنتم أيها المشركون ف (صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) أي المنع عنه بأن لا يسلم أحد (وَكُفْرٌ بِهِ) أي بالله سبحانه (وَ) صد عن (الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) لئلا يحج المسلمون (وَإِخْراجُ أَهْلِهِ) أي أهل المسجد الحرام (مِنْهُ) كما فعل المشركون بالنبي والمسلمين (أَكْبَرُ