وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٠) كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١)
____________________________________
العناد (وَ) بعد ذلك فتحويل القبلة إنما كان (لِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ) بتميزكم عن أهل الكتاب وقطع تعيير اليهود ، وإرجاعكم إلى بناء جدكم إبراهيم الذي هو إحياء لذكراكم (وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) إلى الحق اهتداء كاملا ، فإن في تشريف الإنسان بشرف سببا لتقريبه إلى الهداية الكاملة.
[١٥٢] وقد أتممنا النعمة عليكم بتحويل القبلة (كَما) أنعمنا عليكم قبل ذلك بنعمة عظمي ف (أَرْسَلْنا فِيكُمْ) أيها المسلمون (رَسُولاً مِنْكُمْ) لا من غيركم ، فاخترتكم لأن تكون رسالتي بيد واحد منكم (يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا) وقرآننا تلاوة (وَيُزَكِّيكُمْ) يطهركم من أدناس الجاهلية والقذارات الخلقية ، والنجاسات البدنية ـ بإرشاده إياكم إليها ـ (وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ) ومن المعلوم أن التلاوة غير التعليم ، فرب تال غير معلم ، بالإضافة إلى أن التعليم فيه معنى التركيز والتثبيت (وَالْحِكْمَةَ) يرشدكم بمواضع الأشياء ومواقع الخطأ والصواب ، فالحكمة ـ كما عرفت ـ وضع كل شيء موضعه (وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) بصورة عامة ، فيشمل القصص والتواريخ المفيدة وأحوال الأنبياء ، وأحوال المعاد مما ينفعهم في دينهم ودنياهم.