قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٤٠) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (١٤١)
____________________________________
أحدهما ، كما قال سبحانه (وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ) (١) (قُلْ) يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لهؤلاء المدعين بيهودية هؤلاء الأنبياء ، أو نصرانيتهم (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) فالله سبحانه يقول لم يكونوا يهودا ولا نصارى ، وأنتم تقولون كانوا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ) أي لا أحد أظلم ممن يكتم الشهادة التي عنده من الله سبحانه ، فإن اليهود كانوا يكتمون ما أنزل إليهم من البينات والهدى حول الأنبياء السابقين وحول نبي الإسلام (وَمَا اللهُ) أي ليس الله (بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) فإنه يعلم أعمالكم التي منها كتمانكم للشهادة ، ثم يجازيكم عليها.
[١٤٢] (تِلْكَ) الأنبياء عليهمالسلام وما كانوا يعملون ويتدينون لا يرتبطون بكم أيها المعاصرون للرسول ، فإنها (أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ) ومضت (لَها ما كَسَبَتْ) من الأعمال والأفعال (وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ) من الخير والشر (وَلا تُسْئَلُونَ) أنتم (عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) فلم هذه المباحثة والمحاجة والمجادلة.
__________________
(١) آل عمران : ٦٦.