فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣٧) صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (١٣٨)
____________________________________
وأخلاق فالأصول : التوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والإمامة ، والمعاد ، فإن كل نبي كان يصدّق من سبقه ويبشّر بمن يلحقه ، كما إن الإمامة بمعنى الوصاية ، فإن كل نبي كان له أوصياء ، والفروع : الصلاة والصوم والزكاة وما أشبه من العبادات ، وأحكام المعاملات ـ بالمعنى الأعم ـ وكل الأديان كانت مشتركة فيها مع تفاوت يسير حسب اقتضاء الزمان والأمة ، فمثلا كان صوم الصمت في بعض الأمم وليس في الإسلام وهكذا ، والأخلاق : الصدق والأمانة ، والوفاء ، والحياء ، وما أشبه وكلها فطريات نفسيه كانت الأنبياء عليهمالسلام تأمر بها وتنهى عن أضدادها.
[١٣٨] (فَإِنْ آمَنُوا) أي آمن غير المسلمين من سائر الأديان والفرق (بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ) أي كما تؤمنون أنتم أيها المسلمون (فَقَدِ اهْتَدَوْا) إلى الحق (وَإِنْ تَوَلَّوْا) عن مثل هذا الإيمان ، ولزموا طريقتهم المنحرفة (فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ) أي في خلاف فهم في شق وأنتم في شق (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ) فإن الله يكفيك يا رسول الله وينصرك عليهم (وَهُوَ السَّمِيعُ) كلامهم (الْعَلِيمُ) بأعمالكم ونواياكم.
[١٣٩] اتبعوا (صِبْغَةَ اللهِ) واصبغوا أنفسكم بها ، وهي الإسلام ، فإن كل طريقة يتبعها الإنسان لون له ، لكنه لون غير محسوس ، تشبيها بالألوان المحسوسة (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) وهذا استفهام إنكاري ، أي لا أحد أحسن من الله صبغة ودينا (وَنَحْنُ) المسلمون (لَهُ عابِدُونَ)