وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢)
____________________________________
يوجب العداوة والبغضاء بين الزوجين مما يؤول إلى الفراق والطلاق (وَ) لا يتوهم أن الأمر خرج من يد الله سبحانه كلا بل إنما شاء الله أن يختبر عباده كما أنه حين يخلق العنب ويعطي القدرة للبشر فيعصره خمرا لا يخرج الأمر من يده سبحانه بل إنما ذلك للامتحان والابتلاء ولهذا قال سبحانه (ما هُمْ) أي الملكان ومتعلم السحر منهما (بِضارِّينَ بِهِ) أي بسبب السحر (مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) فإن شيئا لا يؤثر في شيء إطلاقا إلا بإذن الله ومعنى إذنه أنه يخلي بين المؤثر والمتأثر ولو لم يخل كان عالم الجبر وبطل الامتحان والاختبار والمراد بهذه الجملة أن شيئا لا يخرج من إرادة الله سبحانه حتى أن يتمكن من الردع لكنه لا يردع.
(وَيَتَعَلَّمُونَ) أي يتعلم الناس من الملكين (ما يَضُرُّهُمْ) أي الشيء الذي يضرهم في دنياهم ودينهم (وَلا يَنْفَعُهُمْ) أكد بذلك ردّا لزعمهم أن السحر ينفعهم حيث يوصلهم إلى أغراضهم (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ) أي علم المتعلمون للسحر أن من اشترى السحر وباع دينه (ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) أي من نصيب (وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) فإنهم أعطوا أنفسهم للنار مقابل اشتراء السحر الذي زعموا