إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تقريب القرآن إلى الأذهان [ ج ١ ]

تقريب القرآن إلى الأذهان [ ج ١ ]

161/680
*

وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ

____________________________________

زمان سليمان كانوا يتلون السحر للناس و «على» بمعنى «في» كما قال ابن مالك «على للاستعلاء ومعنى في وعن» أي أن اليهود أخذوا يتعلقون بالسحر الذي كان في زمان سليمان يريدون بذلك جلب الأموال والتقرب إلى الناس وكانوا يقولون أن سليمان عليه‌السلام إنما أوتي الملك العظيم بسبب أنه كان يعمل بالسحر فرد الله عليهم بقوله (وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ) فإن السحر موجب للكفر ولا يخفى أن الكفر على نوعين : كفر في العقيدة وكفر في العمل ، فالكفر في العقيدة هو إنكار أصول الدين ، والكفر في العمل هو ترك واجب أو فعل ، ولذا شاع استعمال الكفر على ترك الأوامر وفعل النواهي كقوله تعالى (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (١) في قصة الحج وقوله (وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ) (٢) في باب الشكر وقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة» وعدّ منها النمام ونحوه وعلى أي حال فسليمان ما كان ساحرا ولم ينل ما نال بالسحر وإنما بالنبوة والموهبة الإلهية.

(وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا) بعملهم بالسحر وتعليمهم للناس إياه والشياطين أرواح شريرة تلقي الشر في النفوس كما ثبت في العلم الحديث أيضا وغيره في باب التحضير والتنويم المغناطيسي (يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) والسحر أمور غير طبيعية تأتي بعلاج خفي ومنه التصرف

__________________

(١) آل عمران : ٩٨.

(٢) إبراهيم : ٨.