اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٣١) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (١٣٢) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (١٣٣) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٣٤) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣٥) قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (١٣٦) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (١٣٧) وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (١٣٨))
[الشعراء : ١٢٣ ، ١٣٨]
الريع العمارة في المكان المرتفع ، والمصنع حوض الماء تحت الأرض ، والإشارتان إلى الوجود الإنساني نفسه ، فهيكل الإنسان نفسه ، وجوارحه عمارته في الأرض وفي مكان مرتفع منها ، أي احتلاله مقام الزعامة بين المخلوقات ، والماء هو العلم الإنساني المتطور والذي يزداد نموا وتقدما مع الأيام وذلك بسبب جدلية الفكر الإنساني غير ذي الحدود وطبيعته التي تأبى الوقوف عند حد من حدود العلم دون أن يمد عينيه إلى ما وراءه.
والبطش فعل الإنسان في الأرض ، فالإنسان أسد الغابة وملكها بلا منازع ، وبطش الإنسان لا يتصف بالرحمة ، لأنه إن انتقل من التفكير إلى الفعل كفت طبيعته الجدلية عن كونها جدلية ، واتخذ الفعل مجاله وأبعاده ، ولهذا قال أبو يزيد البسطامي بطشي أشد من بطش الله ، ذلك لأن البطش الإلهي يظل ممزوجا بالرحمة والمغفرة والعفو.
١٣٩ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩))
[الشعراء : ١٣٩]
هلاك عاد مثل هلاك قوم نوح وغرقهم ، فكل من لم يعرف الله في هذه الحياة الدنيا لن يعرفه في الآخرة ، ومن لم يره في الأرض لن يراه في السماء ، فالأمر رهين بمعرفة المخلوق للخالق ، فإذا عرفه ثبت الخالق وانتفى المخلوق ، فثبتت الحجة وهي شعار لا إله إلا الله.
١٤٠ ، ١٥٩ ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٤٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (١٤١) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (١٤٢) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٤٣) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٤٤) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (١٤٥) أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (١٤٦) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (١٤٧) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (١٤٨) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (١٤٩) فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (١٥١) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (١٥٢) قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٥٣) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (١٥٧) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٥٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٥٩))
[الشعراء : ١٤٠ ، ١٥٩]
الناقة النفس الحيوانية من الإنسان ، وقوله : (لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ) يعني أن النفس الحيوانية ذات شعبين ، شعب إلى الروح تشرب منه ما يبقي عليها حياتها بالإضافة إلى