الدكتور رشيد خليفة : نحن نعلم أن الآية الأولى التي نزل بها سيدنا جبريل على قلب النبي هي من سورة العلق ، وسورة العلق تتكون من تسع عشرة آية ، ويأتي ترتيبها إذا بدأنا بتعداد القرآن من الخلق عند الرقم تسعة عشر ، ثم جاء الوحي بالآيات من سورة القلم (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ،) وبعدها تأتي الآيات الأولى من سورة المزمل ، وفي المرة الرابعة ، وهو الحدث الهام ، نزل الوحي بالآيات المذكورة في سورة المدثر حتى قوله تعالى : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ ،) والشيء العجيب أن الوحي أنزل عقب آية عليها تسعة عشر سورة الفاتحة بكاملها ، فنلاحظ هنا أنه تقع بعد آية عليها تسعة عشر مباشرة آية (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، *) المكونة من تسعة عشر حرفا.
وفي الآية الكريمة : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ،) ، ترد كلمة الله ، وهي من أسماء الله الواردة في القرآن كله ، وتتكرر في القرآن بعدد ويبلغ ٢٦٩٨ وهذا العدد هو من مضاعفات الرقم ١٩ للفظ الجلالة ، فهو حاصل ضرب ١١٩* ١٤٢. وفي الآية ٢٢٥ من سورة البقرة (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (٢٢٥) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ،) وتليها الآية (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ،) ففي الآية الأولى ترد لفظه (حَلِيمٌ ،) وفي الثانية (رَحِيمٌ ،) وهذا شيء مقصود ، إذ أن كلمة رحيم معدودة في القرآن ، فإن حدث أي تحريف فيها ، أو زيادة أو نقصان ، فإنه يختل النظام في القرآن الكريم ، فعدد ١١٤ لكلمة رحيم في القرآن يصبح ١١٣ ، وهذا العدد الأخير ليس من مكررات الرقم تسعة عشر ، وهناك علاقة ثانية تثبت ما نرمي إليه ، ونبدأ بحرف واحد من الحروف النورانية وهو ق ، هذا الحرف تواجد في سورتين ، سورة ق ، وسورة (الشورى) ، فإذا عددنا حرف ق في سورة ق ، وجدناه ٥٧ حرفا ، وهو حاصل ضرب ١٩* ٣ أي ثلاثة أضعاف حروف البسملة ، ثم إذا عددنا حروف ق في سورة (الشورى) ، نجده أيضا ٥٧ حرفا ، وهو نفس العدد الذي وجدناه في سورة ق ، ويساوي حاصل ضرب ١٩* ٣ ، ويوضح هذا الإعجاز أن هنالك سورتين فقط يتواجد فيهما الحرف ق بعدد حسابي وهو (٥٦) و (٥٦) وأضاف الله في بدايتهما هذا الحرف كرمز أو علاقة في أنه يعلم سبحانه توزيع الحروف الأبحدية في رسالته ، وهناك حرف ن ، وقد ورد في فاتحة سورة واحدة ، هي سورة (القلم) (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ،) فإذا عددناه في هذه السورة وجدناه مساويا للرقم ١٣٣ ، وهذا الرقم يساوي حاصل ضرب ١٩* ٧ ، وهناك حرف ص نجده في افتتاحيات ثلاث سور ، ففي سورة الأعراف (المص ،) وفي سورة مريم (كهيعص ،) وفي سورة ص أيضا ، فإذا عددنا حرف الصاد في السور الثلاث وجدناه ١٥٢ وهذا العدد يساوي حاصل ضرب ١٩* ٨.