قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم [ ج ٢ ]

التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم

التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم [ ج ٢ ]

تحمیل

التفسير الصوفي الفلسفي للقرآن الكريم [ ج ٢ ]

501/584
*

سورة المعارج

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١ ، ١٠ ـ (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (١) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (٢) مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ (٣) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (٦) وَنَراهُ قَرِيباً (٧) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (٨) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (٩) وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (١٠))

[المعارج : ١ ، ١٠]

سبق أن تحدثنا عن اليوم الإلهي ، وفي الصوفية مصطلح (الآن) ، وتعريفه أنه جوهر الزمان وأصله وباطنه ، وهو الحضرة التي لا صبح فيها ولا مساء كما وصف النبي حضرة الرب ، وقال البسطامي الواصل مقام الجمع لما سئل كيف أصبحت : لا صبح عندي ولا مساء ، إنما الصباح والمساء لمن تقيده الصفة ، وأنا لا صفة لي ، وقال محمد إقبال : هذا الذي يشكو تبدل الأزمان ما تزال ذاته أسيرة في يد الصباحات والمساآت ففي مقام الجمع تصطلم الأجزاء ، ولا يبقى إلا الأحد ، الذات الصرفة التي كانت ولم يكن معها شيء ، وإلى هذا أشارت الآية الثامنة بأن السماء تكون كالمهل ، أي كالفضة السائلة ، وتكون الجبال كالعهن ، أي كالصوف خفة ، ولقد تحدثنا سابقا عن كون العالم المادي متألفا من ذرات ، والذرات من ذريرات ، والذريرات من كهارب ، والكهارب من موجات ضوئية ، فرد العالم كله إلى أشعة ضوئية لها أصل هو النور الإلهي الذي قال فيه الإمام الغزالي : المراد ليس النور الذي كالشعاع ، ولا النور الذي هو مادة ، ولا كنور البصر ، ولا نور الشمس ، ولا نور العقل ، ولا نور العلم ، وإنما هو النور الذي تظهر به الأشياء ، وتقوم به الأشياء ، وتعرف به الأشياء ، وهو نور لا يوصف بالكثافة والتجسيم ، وقد وصف الله تعالى ذلك بقوله : (نُورٌ عَلى نُورٍ) [النور : ٣٧] ، فالعالم وإن بدا متماسكا صلبا متحركا ذو صور ومظاهر ، إلا أنه في حقيقته نور على نور ، وهذا النور هو الواحد الأحد القديم بالإضافة إلى الزمان ، فالله قريب ، بل هو أقرب من القرب ، لأن معنى القرب يفيد وجود مسافة ما فاصلة بين شيئين ، والله أصل الأبعاد والأشياء.

١١ ، ١٨ ـ (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (١٢) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (١٤) كَلاَّ إِنَّها لَظى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) وَجَمَعَ فَأَوْعى (١٨))

[المعارج : ١١ ، ١٨]

المشهد الربوبي الذي يراه البصر إذا صار حديدا بإذن الله هو من العظمة ، بل من الهول ،