٣٨ ، ٥٢ ـ (فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨) وَما لا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢))
[الحاقة : ٣٨ ، ٥٢]
قالت الصوفية إن للنبي طبيعتين ، طبيعة العين ، وطبيعة العيان ، وطبيعة العين روحه ، وروحه الروح الأمين ، وطبيعة العيان تجسده أي هيكله وبما أن للنبي مقام الجمع ، فهو مالك القطبين ، وجامع الملكين ، لا يخرج عنه شيء في الوجود ، ما دام هو روح الوجود ، والنبي بعد الكشف عاش النبوة ، أي انكشف له روحه ، فإذا هو هو ، وإذا هو يخاطب من داخله مثلما يخاطب أي إنسان ، بل أي مخلوق ، إلا أن للنبي علم الإحاطة بكل شيء خبرا ، وبكل شيء علما ، وحقيقة النبي تتدلى من إطلاقه إلى تعينه ، وهو تدل علمي بياني يقال له التكليم ، وسمي هذا التكليم الوحي ، وفيه يأخذ النبي عن روحه ، وما دام روحه العالم العلام العليم فالنبي يقتبس من مشكاته نور العلوم الإلهية الوجدانية العرفانية ، فعلى هذا فحين ينزل الوحي على النبي يكون هو في حالة استقبال تام ، فإذا قضي الوحي أفاق النبي مما هو فيه ، وأذاع ما قيل له ، أي ما أوحي إليه.