بأن ما وقع وما سيقع هو بإذن من الله ومشيئته ، وقال صلىاللهعليهوسلم : (لو اجتمعت الأمة على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بما كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بما كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
١٧ ، ٣٣ ـ (إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (١٧) وَلا يَسْتَثْنُونَ (١٨) فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ (١٩) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠) فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ (٢١) أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ (٢٢) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (٢٣) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (٢٤) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ (٢٥) فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (٢٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٢٧) قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ (٢٨) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٢٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (٣٠) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (٣١) عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (٣٢) كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٣٣))
[القلم : ١٧ ، ٣٣]
في المثل الوارد في الآيات إشارة إلى أن علوم الفكر إن لم تؤد ما عليها من زكاة إلى المساكين من ولدان الحقيقة والأرواح فإنها تكون مثل غاب أتت عليه نيران الصواعق فصار كالصريم ، أو كالليلة المظلمة ، وعلوم الفكر لا تؤدي الزكاة المفروضة ما لم تربط بين الظاهر والباطن ، وتكتشف أن عالم الظاهر صورة العالم الباطن ، وأن ليس بين العالمين إلا الإنسان ذو القلب المعلق بين سماء الروح وأرض البدن ، فما لم ينته الإنسان إلى التوحيد فلن يؤدي علمه إلى نتيجة ، بل سينتهي به إلى فشل ودمار كحال معظم النظريات الفلسفية والاجتماعية التي بنت ونظمت ورفعت قواعد صروحها فكانت النتيجة أن أتباعها لما طبقوها تبين لهم خطلها وفساد أسسها فأصبحوا على ما فعلوا نادمين.
ولا أدل على أهمية ربط الظاهر بالباطن من الشرائع السماوية الخالدة على مر الزمان ، لا تنال منها الأحداث ، ولا تغيرها الأيام ، فهي الصروح الحقيقية الشوامخ ومنارات تحذر الناس الأخطار والمهالك ومرافئ تأوي إليها السفن في جميع الفصول.
فالله هو العليم بالإنسان ، الخبير بنفسه وجسمه ، وهو الذي يخطط له ما فيه صلاح دنياه وآخرته ، فمن استمسك بهذه العروة الوثقى نجا وساعد الآخرين على النجاة ، وإلا فهو هالك هو ومن تبعه.
٤٣ ، ٤١ ـ (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٣٤) أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (٣٥) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (٣٦) أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (٣٧) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (٣٨)أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (٣٩) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (٤٠) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (٤١))
[القلم : ٤٣ ، ٤١]