وجعلت الله سماويا ، وجعلت بينهما برزخا ، ورمت الألوهية بجهل ما يقع في عالم الجزئيات كما قالت للإنسان أن لا فكاك مما هو فيه ، والصوفية يقولون ، كما قال سبحانه ، إن هناك طيورا هي أرواح تطير في سماء البرزخ بين النور والمادة قابضة أجنحتها وباسطات ، أي هي التي تحرك الدواعي في قلب الإنسان ، ففي أجنحتها اليمنى الجمال ، وفي أجنحتها اليسرى القهر والجلال ، ومن كليهما يكون طائر العنقاء الذي ورد ذكره في ديوان فريد الدين العطار منطق الطير ، والمسمى بالفارسية السيمرغ.
كما أن هذه الطيور هي أجنحة جبريل المذكورة في فلسفة السهروردي ، ولجبريل ست مائة ألف جناح ، وهو المسمى في الآية الرحمن ، فليس خارج مملكة طيور الأرواح ملك آخر لا معقول ولا منظور ، وهي الفواعل الحقيقية في الوجود الإنساني بل وفي الوجود كله.