ولقد أوتي عيسى الإنجيل ، وهو كلمات إلهية من اتبعها صار قلبه نورانيا ، ومن آثار هذا النور الاتصاف بالرأفة والرحمة والرهبانية دون المغالاة كما فعل بعض الرهبان.
٢٨ ، ٢٩ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٢٨) لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢٩))
[الحديد : ٢٨ ، ٢٩]
الأنوار عامة ما خصت أمة دون أمة ، ولا دينا دون دين ، ولهذا أنكر الحق على اليهود دعواهم بأنهم أولياء الله دون بقية الناس ، فالله للجميع ، ولقد كنا فسرنا قوله تعالى إن الدين عند الله الإسلام بأن الإسلام الدين الجامع للأديان ، إذ الإسلام التسليم لله ، فمن أسلم وجهه لله فهو مسلم كائنا من كان ، ومن أي دين كان ، فالنور قديم ، أزلي ، جامع ، محيط ، وكل شيء مبتداه من النور ، وهو قائم بالنور ، ومنتهاه إلى النور ، فالنور الماء الذي خلق منه الله كل شيء حي ، وما من حي إلا والنور أصله وقوامه وحياته وقيامه. سبحانه هو الذي وصف نفسه بأنه : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) [النّور : ٣٥] إلى آخر الآية.