الناس جميعا ، بل المخلوقات الأخرى ، كما قال سبحانه : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [الإسراء : ٤٤] ، فالضال إن ضل فبإذن إلهي ولتحقيق القصد وهو تحقيق الاسم المضل ، فالصورة ظهور الحقيقة ، والحقيقة لا تعرف خيرا وشرا لأنها فوق هذه التسميات الموضوعية للاعتبار ، وهي في حد ذاتها عدم لا قبل لها على تحويل ذرة من كيانها ، قال عبد الكريم الجيلي : من الحسن إبراز جنس القبيح على قبحه لحفظ مرتبته من الوجود ، كما أن الحسن الإلهي إبراز جنس الحسن على وجه حسنه لحفظ مرتبته من الوجود ، وأنشد :
قطعت الورى من ذات حسنك قطعة |
|
ولم تك موصولا ولا أنت قاطع |
ولكنها أحكام رتبتك اقتضت |
|
ألوهية للضد فيها التجامع |
فأنت الورى حقا وأنت إمامنا |
|
وأنت الذي يعلو وما هو واضع |
وما الخلق في التمثال إلا كثلجة |
|
وأنت بها الماء الذي هو نابع |
تجمعت الأضداد في واحد البها |
|
وفيه تلاشت وهو عنهن ساطع |