موسى وهارون ويوسف وعيسى ويحيى إن آمن وكان محمديا ، وكان من المسلمين ، قال ابن عربي منشدا وهو القطب سيد زمانه :
الله يعلم والدلائل تشهد |
|
أني إمام العالمين محمد |
لكل زمان واحد هو عينه |
|
وإنّي ذاك الشخص في العصر أوحد |
٥٥ ، ٤٧ ـ (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧) وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ (٤٨) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٤٩) فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١) كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) أَتَواصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ (٥٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (٥٤) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (٥٥))
[الذاريات : ٥٥ ، ٤٧]
أيد القوة ، جاء في تفسير الجلالين : آد الرجل يئيد قوي ، وأوسع الرجل صار ذا سعة وقوة ، فالمعنى دال على القوة التي خلق الله بها الوجود ، وما في الوجود سوى قوة إلهية ظهرت آثارها في هذه الآثار ، وعبثا تحاول العلماء أن تجد بديلا للقوة الإلهية كقولهم مثلا بالطاقة والجاذبية والدينامكية ، إذ أن هذه التسميات كلها هي من آثار القوة الإلهية ، حتى قيل إن الموجات الكهربائية التي تشكل بنية المادة يمكن أن تكون موجات احتمالية من غير وجود مادي مهما كان نوع هذا الوجود ، أي أنه لا يوجد أي أساس مادي للوجود على الإطلاق ، فلو لا هذه القوة البدئية الأصلية ما تفرعت القوى الفرعية من روحية ، ومادية.
وفرش الأرض تهيئتها لتكون مهدا لما فيها كقوله سبحانه : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (٦)) [النّبإ : ٦] ، والمعنى أن الأرض ، كلية وجرئية ، أي أرض المادة وأرض الأجساد ، هيئت لتكون مهدا للأرواح ، فلو لا الأرض ما كان للروح أن تودع وتتحرك وتمارس طاقاتها.
٥٦ ، ٦٠ ـ (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (٥٦) ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (٥٧) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (٥٨) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (٥٩) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٦٠))
[الذاريات : ٥٦ ، ٦٠]
تفيد الآية الإطلاق لا الحصر ، فلم يقل سبحانه مثلا ما خلقت المؤمنين من الجن والإنس إلا ليعبدون ، وفصلت الصوفية الكلام في هذا الإطلاق ، وكذلك فعل أرسطو وأشياعه من الفلاسفة المسلمين عند ما قالوا إن كل متعين يحقق صورته أي ماهيته ، فالمخلوق ميسر لتحقيق ماهية صورته بالفطرة التي يقبل بها فرخ البط على الماء ليعوم ، هذا التوجه لتحقيق القصد هو العبادة ، إذ لا يخرج على هذا التوجه متعين ، ولهذا قلنا إن صراط الله المستقيم جمعي يشمل