لعب ولهو ، لأن من لا يكتشف الحقيقة هو دمية بيد الحقيقة ، تفعل به ، ولا يفعل بها ، ما دام لا يعلمها ولا يعلم عنها شيئا ، فعلى الإنسان أن يستيقظ من سبات جهله ، ويخرج من الكهف ليعلم ما الكهف ، وكيف كان هو فيه ، وما دور الذين لا يزالون داخله ، وقالت الآية إن الخروج من أسر اللعب واللهو رهن بأن يؤمن الإنسان ويتقي ، والإيمان معروف وكذلك التقوى ، والمهم كشف الحجاب ، فمن لم يمط عنه الحجاب قتله الحجاب.
٣٧ ، ٣٨ ـ (إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ (٣٧) ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (٣٨))
[محمد : ٣٧ ، ٣٨]
البخل داعية من دواعي الحفاظ على الأنا ، وما دامت الأنا حجابا ، فالبخل ترسيخ الحجاب وزيادة في كثافته ، ولهذا جاء في الحديث أن الجاهل الكريم أحب إلى الله من عالم بخيل ، فمن يبخل فقد أقام بينه وبين الله جدار الأنية ، وما دام الله يريد من الإنسان أن يفك رقبته ويعتق نفسه الرهينة عنده ، كان البخل والإيمان عدوين لا يلتقيان.