بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّماواتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) وَلَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٣٧))
[الجاثية : ٢٩ ، ٣٧]
الاستنساخ من وإلى ، فالاستنساخ من استنساخ الموصوف الصفة ، والعاقل المعقول ، وعبر عن هذا حديث رسول الله أن أهل الجنة يقادون إلى الجنة بالسلاسل ، فالعلم الإلهي في خروجه إلى حيز التنفيذ يقتضي أن يكون الخارج نسخة من الداخل ، والظاهر صورة للباطن ، وإلا لما كان الله إلها في السموات وإلها في الأرض ، والاستنساخ الثاني هو خروج ما هو بالقوة من المعقول إلى حيز الوجود ، فيكون الله بالمرصاد يرى إلى هذه العملية المفتقة التي يستفيد الله منها علما مفصلا بعد أن كان علما مجملا.
وطبيعة الاستنساخ تقتضي الفصل بين أصحاب الجنة وأصحاب النار ، أو ما عبر عنه في الآية بدخول الصالحين في رحمة الله ، أي في نوره وعلمه وانكشاف الحقائق الإلهية لهم ، وبقاء أصحاب النار في عالم الكثافة أي الحجاب ، والعملية تكشف عن عدل إلهي كوني يقتضي أن يكون في الوجود أصحاب أنوار وأصحاب نيران.