سورة يس
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (يس (١))
[يس : ١]
الياء ياء المخاطبة ، والسين السر ، فالخطاب من حقيقة النبي إلى مظهره وهنا السر الذي جعل النبي عليهالسلام يقول : قلب القرآن ياسين ، وإذا عرف الإنسان السر عرف حقيقة القرآن التي قال فيها الغزالي : من اطلع على كنه حقيقة الملكوت انكشفت له حقائق أمثلة القرآن على يسر.
٢ ـ (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢))
[يس : ٢]
أقسم الحق بالقرآن كتاب الوجود ، ووصفه بالحكيم ، ففي القرآن أسرار الوجود جمعاء ، خص بمعرفتها آحاد أفراد من الأنبياء والأولياء ، سبحانه اصطفى من عباده عبادا خصهم بمعرفته ، وكشف الغطاء عنهم.
٣ ـ (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣))
[يس : ٣]
المرسل بفتح السين من طبيعة المرسل بكسر السين ، كذا الحقيقة منذ خلق الله آدم وخصه بمعرفته ، والنبي قال : أنا أبو الأرواح وآدم أبو البشر ، فحقيقة الأنبياء واحدة ، وهي النور الأول ، ومن هذا النور تعينت الأنبياء والأولياء ، والنور المحمدي أبوهم.
٤ ، ٦ ـ (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (٦))
[يس : ٤ ، ٦]
الصراط صراط الوجود ، أو خروجه من الحضرة العلمية إلى الحضرة العيانية ، فلا جديد تحت الشمس بالنسبة إلى هذه الحضرة.
٧ ـ (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٧))
[يس : ٧]
جانب الجمال من الحضرة يقتضي وجود الشقاء والأشقياء ، ليظهر النور والعلم ، وهي ضرورة لازبة لا فكاك منها ، سبق أن تحدثنا عن الحكمة منها من قبل.
٨ ـ (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨))
[يس : ٨]
الأغلال قوى النفس إذا طغت من شهوة وغضب وجحود وكفران ، والله سبحانه القائل إنه هو الذي جعلها أغلالا لفريق من الناس ، فقبضة في الجنة وقبضة في النار.