فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً (٤٢) اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً (٤٣))
[فاطر : ٤١ ، ٤٣]
الأمر بيده سبحانه سواء على مستوى المعقول الذي هو السماء ، أو على مستوى المحسوس الذي هو الأرض ، وقال إبن الفرغلي : ما من خطرة ولا حركة إلا بالأمر وهو قوله : (كن) ، فله الخلق بالأمر ، والخلق صفته ، فلم يدع بهذين الحرفين لعاقل يدعي شيئا من الدنيا والآخرة ، لا له ولا به ولا إليه ، فاعلم أنه لا إله إلا الله.
٤٤ ـ (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً (٤٤))
[فاطر : ٤٤]
كل من عليها فان ، والفناء حكم القبضة للموجودات ، ولهذا جاء في الآية أن الله لا يعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض ، لكن الغافلون لا يعلمون ، يعلمون ظاهرا من الأمر وهو كونهم موجودين أصحاب أنيات وخيرة وصفة وفعل ، في حين أن ليس لهم من الأمر شيء ، والله الحاكم القاهر المبدئ المعيد الفعال لما يريد.
٤٥ ـ (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (٤٥))
[فاطر : ٤٥]
الأجل المسمى أجل الأسماء ، ولقد أقت الله هذا الأجل فكان ميقات السموات والأرض وميقات كل مخلوق ، وعلى المخلوق أن يحيا قدره إلى أن يجيء أجله ، فتفارق نفسه هذا الهيكل ، وترجع إلى ربها راضية ، أو شقية منفية.