على عالم المحسوسات ، فالملائكة المعقولات غير قادرة على حمل الأمانة ، لأن الأمانة بحاجة إلى محسوس تظهر به ، أو كما قلنا لا بد للصفة من موصوف تظهر به وإلا فهي لا صفة ، والأرض غير قادرة على حمل الأمانة لأنها مادة صرفة ، والمادة من غير روح لا قوام لها بذاتها ولا قيام بل ولا وجود ، والجبال غير قادرة على حمل الأمانة لأنها قواعد الكليات ، والقواعد من البناء من دون البناء نفسه ، أي من غير جدران وأسقف لا عمل لها ، ولا حاجة تقتضي وجودها ، وقد فصلنا الكلام في هذا الموضوع في كتابنا الإنسان الكامل ، فالإنسان وحده هو المؤهل لحمل الأمانة ، ولديه القابلية لذلك ، ولهذا رفع سبحانه آدم فوق الملائكة درجة وأمرهم بالسجود له.