رِزْقاً كَرِيماً (٣١) يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٣٢) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣) وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً (٣٤))
[الأحزاب : ٢٩ ، ٣٤]
يتعين المعقول فينفتق بالمحسوس والمجزوء ، فإذا أتم فتقه كمل وصار معقولا بالفعل ، وهذه هي الغاية من خلق العالم ، فالآخرة هنا تحقيق تصوير المعقول أي إخراج صورته المضمنة فيه ، ومتى أتم المعقول عمله تحقق لصاحبه بلوغ مقام الإحسان الذي يعبد الله فيه كأنه يراه ، وما دام نساء النبي أزواجه فهن أحق الناس بتحقيق الغاية وبلوغ الإحسان.
٣٥ ـ (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٣٥))
[الأحزاب : ٣٥]
قال عليهالسلام : الأرواح جند مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تنافر اختلف ، فالنعت يطلب نعتا مثله ، وكذلك الصفة والاسم ، والآية تتحدث عن خلق المسلمين والمؤمنين الذين بلغوا مقام الإحسان وهو الخلاص من أسر الصفات نفسها للالتحاق بالرفيق الأعلى ، أنشد الحلاج :
إن عندي محو ذاتي |
|
من أجلّ المكرمات |
وبقائي في صفاتي |
|
من قبيح السيئات |
فالأخلاق الطريق إلى التحرر وبلوغ الحرية الحقيقية ، وما دام الإنسان عبد النعت والصفة فهو العبد على الحقيقة ، قال الإمام شمس الدين الحنفي في وصف الصالح : هو من صلح لحضرة الله ، ولا يصلح لحضرة الله إلا من تخلى عن الكونين ، وأنشد الحلاج لما بلغ الإحسان :
هيكليّ الجسم نوريّ الصميم |
|
صمديّ الروح ديان عليم |
عاد بالروح إلى أربابها |
|
فبقي الهيكل في الترب رميم |
ويتم السراح بأن يفكر المسلم في أخيه المسلم ، وأن يتحقق ما قاله عليهالسلام : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.