شبر في جسدي إلا وفيه أثر طعنة من سيف أو رمح ، ومع هذا فها أنذا أموت على فراشي موت البعير.
٢٦ ، ٢٧ ـ (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢٧))
[الأحزاب : ٢٦ ، ٢٧]
النصر دائما للمؤمنين والهزيمة للكافرين ولمن ظاهروهم من أهل الكتاب .. نقول دائما باعتبار حكم القضاء والمسبق النافذ ، فلقد حدث أن انهزم المسلمون أكثر من مرة ، كما أن التاريخ الإسلامي شهدا مدا وجزرا وكرا وفرا. وفي غزوة أحد لقي النبي والمسلمون ما لاقوا ، وكذلك في غزوة حنين ، أما حكم القضاء السابق فهو نصر المسلمين ، وكان الرسول قد بشر بفتح مدائن كسرى وهو يضرب بمعول صخرة للدفاع عن المدينة في غزوة الخندق ، وخلال بضعة عشر عاما فتح المسلمون المدائن والأمصار شرقا وغربا حتى أن أسطول معاوية حاصر القسطنطينية ، ولقد كاد طرفا هلال الإسلام أن يلتقيا وذلك بعد فتح القسطنطينية شرقا والأندلس غربا ، ثم هم المسلمون بفتح فرنسا ، وأوغلت جيوش العثمانيين في شرق أوربا وفتحت معظمها.
٢٨ ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً (٢٨))
[الأحزاب : ٢٨]
أزواج النبي أمهات المسلمين محرمات عليهم ، ولقد بينا سر هذه اللطيفة من قبل ، وفي هذه الآية خطاب لأزواج النبي اللواتي خصصن بمكانة عالية ، ومثلن دورا معينا ، فعلى مستوى الباطن فالنبي هو النور الأول الصادر عن نور الأنوار ، وله الأسماء الإلهية ، وله العرش ، وله فعل كن بإذن ربه ، وقلنا إن أزواجه بمثابة الكليات المشعات عن النور الأول ، فهن تعين ملائكة المعقولات ما دام مظهر النبي تعين نوره نفسه .. وعلى هذا فنساء النبي يجب أن يكن على حذر ، والدور الذي يمثلنه هو مضرب مثل ومثل يحتذى ، ولهذا وصفن بأنهن لسن كأحد من النساء ، فما جوز الله للنساء لم يجزه لأزواج النبي ، وكما يتعين على أزواج النبي أن يكن بمستوى المكانة التي خصصن بها.
٢٩ ، ٣٤ ـ (وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً (٢٩) يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (٣٠) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها