كان لباسك كنت أنت ، لك أو عليك ، والأمر منوط بمشيئة الله التي فصلت الملابس تحقيقا للقصد.
٤٥ ـ (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٤٥))
[الروم : ٤٥]
الكافر محجوب غير محبوب من الله ، مثله كمثل الابن العاق يعق والديه فيكرهانه ، وهو مع ذلك ولدهما لا يجد لديهما إلا الخير والنصح والعفو والرحمة.
٤٦ ، ٤٨ ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (٤٧) اللهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٨))
[الروم : ٤٦ ، ٤٨]
الرياح رياح الهداية ، وكما أن الريح تسوق الغمام فيساقط مطرا على الأرض العطشى كذلك رياح الهداية تهب على القلب فيستروح هذه الأشذاء ويبدأ من ثم هجرته إلى الله ، قال عليهالسلام : ألا إن لله نفحات فتعرضوا لها ، عسى أن تصيبكم نفحة لا تشقون بعدها أبدا.
والفلك البدن وهو يجري بأمر الله فالعالم الظاهري فلك كبير والإنسان فلك صغير ، وليس في الوجود إلا فلك عائم في بحر الذات الإلهية.
وابتغاء الفضل طلب الرزق من المعقولات ، وهو أمر منوط به تعالى أيضا ، إذ هو الذي أودع في كل قلب ما أشغله ، فالعالم ميسر للعلم ، والعامل للعمل ، والجندي للقتال ، وأمور الدنيا كلها مرتبة وفق نظام مثل نظام الطبيعة في البحر والغابات.
٤٩ ، ٥٠ ـ (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩) فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٥٠))
[الروم : ٤٩ ، ٥٠]
القلب قبل بلوغ اليقين بين قبض وبسط ورفع وخفض وشك ويقين ، فالقلب من التقلب لا يكاد يستقر على حال ، حتى إذا أتى اليقين بلغ القلب سدرة المنتهى حيث جنة المأوى ، فرأى القلب الكثرة في عين الجمع وعرف السر فاستكان واستراح وسلم أمره لله.
٥١ ـ (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١))
[الروم : ٥١]
الإشارة إلى الشر ودوره في الوجود ، والله سبحانه القائل (كل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق) وهو القائل على ألسنة الملائكة : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) [البقرة : ٣٠] والريح