وفي عالم الإنسان إذا تزوج رجل أسود امرأة بيضاء كان لون الوليد أسود أو أبيض أو أسمر ، فإذا تزوج الرجل الأسمر امرأة بيضاء كان من نسله الأسود ، وإذا تزوجت امرأة بيضاء من النسل الثاني رجلا أبيض فقد يكون من نسلها الأسود ، فالخصائص متعلقة بالصبغيات المورثات التي تظل تحتفظ بالخصائص القديمة وتنقلها عبر الأجيال ، والسود الذين هاجروا إلى أمريكا ظلوا سودا أو تلونوا ثم عادوا سودا وكذلك حال الصفر والحمر من العروق ، ولقد أجريت دراسات علمية على خصائص كل عرق من البشر فثبت أن لكل عرق صفاته الفيزيولوجية والنفسية ، ولقد اشتهر السود الأمريكيون بالقوة البدنية وبرزوا في عالم الرياضة ، كما اشتهروا بولعهم بالموسيقى مثلما كان آباؤهم أصحاب الرقص والطبول.
وقال صلىاللهعليهوسلم : (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) ، وكان صلىاللهعليهوسلم يخطب النساء اللواتي اشتهرن بجمالهن ، كما أن للنسب عند العرب مكانة مرموقة ، وكان للقبائل أنسابهم المعروفة ، وقد اشتهر أبو بكر الصديق بعلم النسب.
٢٣ ـ (وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣))
[الروم : ٢٣]
حياة الإنسان كلها منام ما لم يستيقظ ويكتشف الحقيقة ، وما دام الإنسان نائما فهو في أحضان الله يقلبه ذات اليمين وذات الشمال كما قلب أصحاب الكهف ، ويحركه ويقيمه ويقعده ويجعل في قلبه ميلا وداعية ، ويمده بصفاته السبع الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام لتحقيق القصد من خلقه وهو إخراج الصفات المعنوية من خزائن الغيب ، فلو لا الله ما تحرك متحرك ولا وعى واع ولا نطق لسان ، والناس الغافلون لا يعون أنهم نائمون ، ورسول الله القائل صلىاللهعليهوسلم : (الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا).
٢٤ ـ (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٤))
[الروم : ٢٤]
البرق لوامع الأنوار تضيء في الليالي الحالكات فينتبه الإنسان من غفلته ويعي الحقيقة التي هي فيه ، فيخاف أولا كما خاف رسول الله حين هبط عليه جبريل في الغار ، ثم يطمع في هذه الأنوار الشريفة المباركة التي تعلم الإنسان ما لم يعلم كما قال جبريل للرسول صلىاللهعليهوسلم : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ (٥)) والتعليم الإلهي هو ما رمز عليه بنزول الماء من السماء ليحيي الأرض الميتة.