يحكم الإنسان فهو عبد له غارق في يمه.
١٥ ـ (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (١٥))
[العنكبوت : ١٥]
السفينة هنا إشارة إلى الهجرة إلى الله ، فالناس غرقى بحر الوجود المادي حتى يدعو الله أولياءه إليه فيركبون السفينة التي بسم الله مجراها ومرساها.
١٦ ، ١٨ ـ (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦) إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١٧) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٨))
[العنكبوت : ١٦ ، ١٨]
الرزق رزقان ظاهري وباطني ، والناس يطلبون الرزق الظاهري معتمدين الأسباب متعلقين بها ناسين أن الله مسبب الأسباب وأن حركة العالم الخارجي أثر من آثار نشاطه.
والرزق مقسوم ، فهرم الوجود الاجتماعي يقتضي وجود الرئيس والمرؤوس ، الغني والفقير ، المهندس والعامل ، الجندي والفلاح ، ولو بسط الله الرزق لعباده لطغى الإنسان وعمت الفوضى وفسدت الحياة الإنسانية بأسرها ، والله بحكمته جعل لكل شيء سببا ، ولهذا كان من الطبيعي والجوهري أن ييسر الناس لخدمة بعضهم بعضا وإلا لأكل بعضهم بعضا ، فما نفع الذهب إن لم يجد الغني عاملا يستعمله وخادما يخدمه ، ومن يرضى بسهر الليالي وحفر وتننظيف المجاري إن لم تكن الحاجة هي التي تحمله على أداء العمل؟
١٩ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (١٩))
[العنكبوت : ١٩]
البدء والإعادة متعلقان بالصفات ، فالصفات شقت عن الله وتعينت في مشخصات ، وما دام الله خالدا فالصفات خالدة ، واقتضى هذا دوام استمرار خلق المشخصات لحمل الصفات ، وعلى هذا فالإنسان كنوع وحامل صفة خالد ، لأنه إن نضج جلده بدل جلدا آخر ، قال العطار : إنه ليس موجودا وإنه موجود ، كيف يكون هذا؟ إن هذا الأمر خارج من تخيل العقل ، وقال أن تكونوا في الدنيا وألا تكونوا فهو الملك الخالد المطلق.
٢٠ ـ (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠))
[العنكبوت : ٢٠]
النشأة الآخرة خروج دابة الأرض لتكلم الناس ويقظة أصحاب الكهف أي يقظة ممثل