تحريف الكلام عن مواضعه ، إذ الأصل دين التوحيد ، وهو موجود في كل دين دعا إليه نبي من الأنبياء منذ عهد آدم ، إلا أن الناس تعلقوا بالمظاهر ونسوا الأصل الظاهر ، ونظروا إلى الكثرة وغفلوا عن الوحدة الكائنة وراء الكثرة.
٢٠ ، ٢٤ ـ (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (٢٠) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤))
[آل عمران : ٢٠ ، ٢٤]
إسلام الوجه لله التسليم بوجود العين الجامعة لكل الجزئيات وهذا التسليم هو الهدى ، وعدم التسليم هو التولي عن الله إلى العالم ، وقوله : (بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) [آل عمران : ١٥] كونه سبحانه يعلم كل عين بما هي عليه وكونها صفة ومحل ظهور.
٢٥ ـ (فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٥))
[آل عمران : ٢٥]
اليوم هو اليوم الجامع ، وهو يوم دائم خالد خارج عن حدود الزمان والمكان ، وصفه سبحانه بقوله : (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج : ٤].
وإيفاء النفس ما كسبت إعطاء كل ذي عين حقها من الصفة والمعقول إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر.
٢٦ ـ (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦))
[آل عمران : ٢٦]
الملك الوصول إلى عين اليقين ، والشرب من هذه العين ، والشارب هو الملك على الحقيقة ، وبه يعتز صاحبه لأنه يعلم من الله ما لا يعلمه أحد ، وما لا يراه أحد ، قال يعقوب لبنيه : (وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) [الأعراف : ٦٢] ، هذا من وجهة نظر الباطن ، أما من وجهة نظر الظاهر فالملك ممثل اسمه المالك ، أو اسمه القوي ، أو اسمه القادر ، وكل هذه الأسماء تدخل في باب العزة ، فللاسم وجهان وجه مالك ، ووجه مملوك ، فإن كانت العزة وجه لاسم فالذل هو الوجه المقابل ، ويمثله تعين خارجي لكلا الوجهين ، فهذا عزيز في