وأمّا الشكل الثالث :
أمّا من الراوندي إلى الصدوق فكما مرّ في الشكل الثاني ، وإنّما البحث من الصدوق إلى بعض مشايخ مشايخه ، وذلك أنّ بعض الأسانيد في هذا الكتاب ابتدأت بدون مشايخ الصدوق ، يعني شرعت بأمثال : سعد ابن عبد الله الأشعري ومحمّد بن أُورمة وأحمد بن محمّد بن عيسى بل ومن الطبقات السابقة عنهم أمثال : ابن أبي عمير والحسن بن محبوب وأحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ووهب بن منبه وغيرهم من الرواة الذين روى عنهم الصدوق بواسطة واحدة أو بوسائط.
ومن أجل ذلك نقول : إنّ الراوندي رحمهالله عمل في أسانيد هذا الكتاب عملا ومنهجاً خاصّاً لتلخيص أسانيد الصدوق ، فاختصرها غاية اختصار متحرّزاً عن الإرسال المفضي إلى قلّة الاعتماد ، وذلك أنّه إذا تكرّر الإسناد إلى شخص واحد ـ والوسائط الذين بينه وبين الصدوق يعدّون من مشايخ الإجازة على تفصيل ذكرناه في ما سبق ـ فيذكر الإسناد إليه مرّة واحدة أو أكثر مبثوثةً في الفصول والأبواب ويحذف أسانيد باقي الروايات ويحيل فيها إلى الإسناد المذكور أوّلا بقوله : «بالإسناد عن» أو : «بإسناده عن» والمراد منه الإسناد المذكور فيما قبله إلى هؤلاء المشايخ والأصحاب ، كما فعل ذلك في نفس طرقه إلى الشيخ الصدوق.
ونحن فيما يلي نذكر لك أيّها القارىء الكريم الطرق الواقعة إلى الرواة المتقدّمين على الصدوق بطبقتين أو أكثر والذين هم أكثر ذكراً وابتداءً بأسمائهم في أسانيد هذا الكتاب ، وننتخب من طرق الصدوق إليهم ما هو كثير الدوران في كتاب القصص ، وهم :