لِماأَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحبُّ الصَّابِريِنَ)(١). ونزلَت الآية فيه قبلها : (وَمَا كَانَ لِنفَس أنٌ تُمُوتَ إلاّ بِإذْنِ اللهِ كِتَابَاً مُؤجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرُةِ نُؤْتِهِ مِنْها وَسَنْجْزِي الشّاكِرِينَ)(٢)»(٣).
ثمّ ترك الشكاية في ألم الجراحة ، شكت المرأتان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مايلقى ، وقالتا : يا رسول الله ، قد خشينا عليه ممّا تدخل الفتائل في موضع الجراحات من موضع إلى موضع ، وكتمانه ما يجد من الألم.
قال : فعُدَّ ما به من أثر الجراحات عند خروجه من الدُّنيا فكانت ألف جراحة من قرنه إلى قدمه صلوات الله عليه.
ثمّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال : خطب النّاس وقال : «أيها الناس ، مروا بالمعروف وانهو عن المنكر ، فإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّب أجلاً ، ولا يؤخّر رزقاً»(٤).
وذكروا أنّه توضّأ مع الناس في ميضأة(٥) المسجد فزحمه رجل فرمى به فأخذ الدرّة فضربه ، ثمَّ قال له : «ليس هذا لما صنعت بي ، ولكن يجيئ من هوأضعف منّي فتفعل به مثل هذا فتضمن».
قال : واستظلّ يوماً في حانوت من المطر ، فنحّاه صاحب
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ١٤٦.
(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٤٥.
(٣) تفسير سعد السعود : ١١٢.
(٤) الكافي ٥ / ٥٧ / ح٦ ، تفسير القمي ٢ / ٣٦.
(٥) الميضأة : موضع يتوضأ منه. لسان العرب ١ / ١٩٥.