يقوم منهج المصنّف ببيان طبيعة السور من مكّية أو مدنية ومعناها وفضلها وفضل قراءتها ، ثمّ يسترسل في تفسير الآيات لغةً ومعنىً ويربطها بروايات أهل البيت عليهمالسلام.
يقول في تفسير قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(١) : «... قوله تعالى : (وَهُمْ رَاكِعُونَ) حال من فاعل يؤتون ، أي يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصاً على الإحسان ومسارعةً إليه. وقد أطبق المفسّرون وتواترت الأخبار من الخاصّة على نزول الآية في عليٍّ عليهالسلام حين سُئِلَ وهو راكع في صلاته فأومى إليه بخنصره فأخذ خاتمه ، ورواه الجمهور مستفيضاً. والآية نصٌّ في إمامته ونفىُ إمامة من تقدّمه ، لحصر الولاية في الله ورسوله ومن وصف ، ولم يتّصف بذلك أحد سواه إجماعاً ، وعبّر عنه بالجمع تعظيماً ...»(٢).
وفي تفسير سورة الماعون يقول : «(بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * أَرَأَيْتَ)(٣) هل عرفت (الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ)(٤) بالجزاء والإسلام ، (فَذالِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)(٥) يدفعه عن حقّه بعنف ، نزلت في الوليد أو أبي جهل أو أبي سفيان أو عامّ في كلِّ مكذِّب ، (وَلاَ يَحُضُّ)(٦) لا يحثُّ
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٥.
(٢) الجوهر الثمين ١ / ١٨٩.
(٣) سورة الماعون ١٠٧ : ١.
(٤) سورة الماعون ١٠٧ : ١.
(٥) سورة الماعون ١٠٧ : ٢.
(٦) سورة الماعون ١٠٧ : ٣.