الأخبار الصحيحة وطرح الأخبار الضعيفة ، إلاّ أنّ تمييز الأخبار الصحيحة عن السقيمة لا يتمّ إلاّعن طريق الاجتهاد في الأصول والفقه والرجال. والإدّعاء بأنّ جميع الأخبار المروية في الكتب الأربعة صحيحة ادّعاء يفتقد إلى رؤية سليمة للتأريخ(١). وهكذا لم تنجح الفكرة الأخبارية في إصدار تفسير دقيق للقرآن الكريم.
السيّد هاشم البحراني وتفسير البرهان :
ومن مفسّري هذا القرن السيّد هاشم بن سليمان الحسيني البحراني (ت ١١٠٧ هـ) وكتابه البرهان في تفسير القرآن. وهذا التفسير يعبّر عن عقيدة المؤلّف الإخبارية ، فقام بجمع الأخبار والفتاوى دون ترجيح لرواية على رواية أو تمحيص في السند أو تصحيح أو تسقيم أو جرح أو تعديل. وكان مرجعه في ذلك ثلاثة كتب تفسيرية إخبارية غير متّفق على نسبتها أو صحّة ما ورد فيها من روايات أو قد حذفت أسانيدها ، وهي : التفسير المنسوب إلى عليّ بن إبراهيم القمّي ، والتفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري ، وكتاب تفسير العيّاشي ، مع كتب أُخرى خاصّة بالأخبار والروايات.
وكان منهج المصنّف منصبّاً على عرض الأخبار المروية في حقّ أهل البيت عليهمالسلام والمروية في عظمة القرآن وعلوّ شأنه ومنزلته ووضوح برهانه. يقول في مقدّمة تفسيره : «فقد رأيت عكوف أهل الزمان على تفسير من لم يرووه عن أهل العصمة سلام الله عليهم الذي نزل التنزيل والتأويل في
__________________
(١) راجع النظرية الأصولية في المدرسة الإمامية المنشور في الأعداد السابقة من هذه الدورية التراثية الشريفة.