عن بعض كتب شيخنا أبي جعفر الصدوق رحمهالله ، وإذا رجعنا إلى قائمة أسامي كتب الصدوق وجدنا فيما بينها كتابين يناسبان موضوع كتاب قصص الأنبياء : الأنبياء والرسل وأحوالهم وتاريخهم ، والكتابان هما : كتاب النبوّة وكتاب جامع حجج الأنبياء(١).
واستناداً لما ذكرنا لابدّ أن يكون الكتاب المحتمل المروي عنه هو كتاب النبوّة لا كتاب جامع حجج الأنبياء ، وذلك :
أوّلاً : إنّي لم أعثر على من نقل عن كتاب جامع الحجج في الطبقات التالية بعد الصدوق(٢).
ثانياً : عدم توافق اسم الكتاب المذكور مع موضوع المرويّات الموجودة عندنا ، وذلك أنّها في القصص والتأريخ وما يظهر من اسم جامع الحجج أنّه في العقائد والبراهين على إثبات نبوّة الأنبياء.
ويؤكّد ما قلناه وجود قرائن متعدّدة توصلنا إلى القول بذلك اطمئناناً :
الأُولى : وجود كتاب النبوّة إلى عصر القطب الراوندي ـ بل ما بعده ـ وتداوله بين العلماء ، فقد نقل عنه الشيخ أمين الإسلام الطبرسي (المتوفّى ٥٤٨ هـ) في كتابه مجمع البيان روايات كثيرة(٣) ، وكذا ولده أبو نصر
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٨٩ / ١٠٤٩ ، الذريعة ٥ : ٤٨ / ١٩٣ و ٢٤ : ٤٠ / ٢٠٠ ، مكتبة ابن طاوس لاتان كلبرك : ٤٧٦ / ٤٧٤.
(٢) لا يقال : إنّ ابن طاوس (المتوفّى ٦٦٤ هـ) نقل في فرج المهموم : ٢٠٩ عن كتاب دلائل النبوّة للشيخ الصدوق فلعلّه هو كتاب جامع حجج الأنبياء فتبدّل الاسم بهذا وكلا الاسمين يشيران إلى موضوع واحد وهو الحجج والأدلّة لإثبات النبوّة ، لأنّا نقول : إنّ النصّ المذكور في الفرج موجود في كتاب قصص الأنبياء للراوندي [ص ٢٢٧ / ٢٧٠]تفصيلاً.
(٣) مجمع البيان ١ : ١٦٣ و ١٦٨ و ٣٧٥ ، ٤ : ٢٨١ و ٢٨٥ ، ٥ : ٤٢ و ٢٧٢ و ٢٨١