وأشار هناك أنّ ما ذكره النجاشي تحت عنوان الأمالي المتفرّقات هو نفس هذا الأمالي المقصود في البحث ولعلّ ذكره (المتفرّقات) هو من أجل التشتّت الذي كان آنذاك في مجالس الإملاء(١).
وفي الجملة فإنّ هذا الكتاب يعدّ من أهمّ الكتب الحديثيّة القيّمة وقد رُتِّب في اثنين وأربعين مجلساً ، وقد أملى فيه الشيخ المفيد ثلاثمائة وثمان وسبعين حديثاً ، واشتملت أكثر مجالس الكتاب على مواضيع الإمامة والأخلاق ، وقد ارتبطت مع بعضها البعض ما عدا المجلس الثالث والعشرين ، فقد اختلف مع سائر المجالس ، بحيث تردّد البعض في أن يكون هذا المجلس من إملاء الشيخ المفيد(٢) ، ففي سائر المجالس انسجمت مطالب الكتاب مع موضوع الإمام والإمامة والخلافة وأبحاث أُخرى من هذا القبيل.
لقد طبع هذا الكتاب سنة ١٣٥١ و ١٣٦٧ و ١٣٨١ هـ في النجف الأشرف ، وصدرت الطبعة المحقّقة في قم المقدّسة سنة ١٤٠٣ هـ مع المقدّمة والفهرس ، وفي سنة ١٤٠٦ هـ صدر مع الترجمة الفارسية في أسفل الصفحات في مشهد ، ومن ثمّ قام بطبعه المؤتمر العالمي للشيخ المفيد في المجلّد الثالث عشر من مجموعة مصنّفات الشيخ المفيد.
المؤلّفات التاريخية المفقودة للشيخ المفيد رحمهالله :
كانت للشيخ المفيد عدّة كتب ورسائل في علم الكلام وتاريخ
__________________
(١) الذريعة ٢ / ٣١٥.
(٢) (آثار شيخ مفيد) ، من المقالات الفارسية لمؤتمر الشيخ المفيد ، رقم ٥٥ ، ص ١٥١.